خبراء طاقة مصريون: مشروع محطة الطاقة النووية المصرية بالضبعة لم يتأثر بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية
28 أبريل 2022 | https://www.shorouknews.com

أكد خبراء طاقة مصريون، أن مشروع محطة الطاقة النووية المصرية بالضبعة لم يتأثر بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية ويسير وفق الجدول الزمني المخطط له، يأتى ذلك ردا على المشككين ومطلقي الشائعات حول تعثر البرنامج النووي المصري نتيجة للأحداث الأخيرة.

كان رئيسا شركة "آتوم ستروي إكسبورت" وهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء قد قاما بزيارة مؤخرا لمصر لموقع إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية.

ومن جهتهم، علق خبراء نوويون مصريون على الحدث، وأعربوا عن آرائهم حول مدى أهمية هذه الزيارة.

فى البداية يقول الدكتور طارق عبد العزيز - خبير الإعلام النووي والصراع النووي: "كلمات لها مدلول استراتيجي أطلقها الكسندر لوكشين رئيس شركة "أتوم ستروي إكسبورت" (ASE) أثناء زيارة قام بها مؤخرا لموقع إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية، تؤكد عمق العلاقات الروسية المصرية واستمرار المشروع الوطني المصري للحصول على الكهرباء من الطاقة النووية بقدرة 4800 ميجاوات بمنطقة الضبعة وفق الجدول الزمني المخطط له وبموجب اتفاقية تم التوقيع عليها عام 2015 بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأضاف أن توقيت تلك الزيارة يأتى في ظل المخاوف والتساؤلات حول مصير مشروع محطة الطاقة النووية المصرية على خلفية تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية. وتوقيت يدحض به خبراء شركة "روساتوم" الحكومية الروسية والخبراء المصريين بهيئة المحطات النووية ويوجه رسالة صارمة للمشككين ومطلقي الشائعات حول تعثر البرنامج النووي المصري بأن المشروع سيتم تنفيذه بمراحله الثلاث، وقد بدأت المرحلة الأولى منه (التحضيرية) في عام 2017 بهدف تجهيز وتهيئة الموقع لإنشاء المحطة النووية ومدتها تتراوح ما بين العامين ونصف إلى أربع أعوام.

وتابع: "تبدأ المرحلة الثانية بعد الحصول على إذن الإنشاء وتشمل كل الأعمال المتعلقة بالبناء والتشييد وتدريب العاملين والاستعداد للبدء في اختبارات ما قبل التشغيل ومدتها خمسة أعوام ونصف، أما المرحلة الثالثة فتشمل الحصول على إذن إجراء اختبارات ما قبل التشغيل وبعد التشغيل الفعلي وتستمر هذه المرحلة حتى التسليم المبدئي للوحدة النووية وإصدار ترخيص التشغيل، وتصل مدة اختبارات ما قبل التشغيل إلى 11 شهرا، وكل هذا مرتبط باستخراج التراخيص من قبل هيئة الرقابة النووية والإشعاعية".

وأكمل الخبير المصرى: "كما تحمل زيارة ألكسندر لوكشين رئيس شركة آتوم ستروي إكسبورت، برفقة وفد روسي رفيع المستوى في مجال الطاقة النووية لتقييم الاستعدادات لبدء أعمال صب الخرسانة الأولى، العديد من الدلالات الاستجابية لطمأنة الشعب المصري على مصير المحطة النووية واستمرار العمل بها ومواصلة التعاون المثمر والبناء مع الجانب المصري، وهذا ما أكده ألكسندر لوكشين بالقول: (يعمل الجانبان المصري والروسي بتناغم وديناميكية في جميع مجالات تنفيذ المشروع ويجري العمل بوتيرة جيدة)".

وأوجز أمجد الوكيل رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية، آمال وطموحات الشعب المصري المتعلقة بالمشروع النووي حينما قال: "إن استمرارية العمل بمحطة الضبعة للطاقة النووية هو تجسيد للحلم طويل الأمد للشعب المصري بالطاقة النووية السلمية، ونشهد ديناميكية إيجابية في مسار تنفيذ المشروع، ونحن على ثقة بأن فريق العمل المصري والروسي قادر على التعامل مع جميع المهام بكل حرفية وبأعلى معايير الأمان والجودة".

وبحسب تصريحات مسؤولي هيئة المحطات النووية فإن الجدول الزمني المخطط لتنفيذ مشروع محطة الطاقة النووية يسير بخطى ثابتة طبقا لما تم االتفاق عليه بين الجانبين المصري والروسي ويؤكد تنفيذ المشروع على نجاح الجهود المصرية الروسية الممتدة لسنوات عديدة.

ومن جهته، قال الدكتور كريم الأدهم الرئيس السابق لمركز الأمان النووي أنه لا شك في أن زيارة الوفد رفيع المستوى لموقع المحطة النووية بالضبعة الذي ضم مسؤولين كبارا من هيئة المحطات النووية برئاسة رئيس الهيئة والنائب الأول لمدير عام شركة "روساتوم" الروسية – رئيس شركة "آتوم ستروي إكسبورت"، تكتسب أهمية خاصة من حيث التوقيت وسير المشروع. وبعد الحصول على إذن إقرار الموقع من قبل هيئة الرقابة النووية والإشعاعية كان من المهم تجهيز الموقع لعمليات الإنشاء، وتطلب ذلك إعداد البنية التحتية والتي يجري العمل على بنائها في الموقع الآن.

وأوضح: "سيسمح ذلك ببدء أعمال البناء الشاملة فور الحصول على إذن الإنشاء من هيئة الرقابة والذي يُتوقع إصداره في النصف الثاني من العام الجاري (2022). كما يجري العمل على إنشاء رصيف بحري لاستقبال المعدات الثقيلة التي ستصل أثناء تشييد المحطة".

ويولي كبار المسؤولين في هيئة المحطات النووية وشركة "روساتوم" اهتماما كبيرا لتنفيذ مشروع إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية وفقًا لجدوله الزمني ويتابعون عن كثب الاستعدادات لإطلاق أعمال البناء الشاملة في الموقع. كما تمثل الزيارة تعبيرا عن الدعم المعنوي للعاملين بالموقع من الجانبين المصري والروسي.

أما الدكتور علي عبد النبي - نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقا فأوضح أن المفهوم العام لزيارة السيد رئيس شركة "آتوم ستروي إكسبورت" لموقع الضبعة ذكر أنها بهدف تقييم الاستعدادات لبدء أعمال تنفيذ مبنى وعاء الاحتواء، وهي أعمال "حفرة الأساس"، واليى تتطلب الحفر في موقع الوحدة الأولى والثانية، للوصول لمنسوب يوفي بمتطلبات صب خرسانة قاعدة تأسيس مبنى وعاء الاحتواء، وتبدأ العملية بـ "الصبة الخرسانية الأولى". تُنفذ في وقع الضبعة أعمال كثيرة تندرج تحت أعمال تنفيذ البنية التحتية، ومن أهم هذه الأعمال بناء الرصيف البحري المخصص لاستقبال معدات المحطة النووية.

وتابع د. عبدالنبى: "إلا أن هناك مفهوما خاصا بالنسبة لي شخصيا، وهو أن مشروع محطة الضبعة النووية يسير طبقا لما هو مخطط له مسبقا، ولن يحدث تأجيل للمشروع كما يروج له البعض، كما جاءت هذه الزيارة للاجتماع مع العاملين بالموقع، أي فريق آتوم ستروي إكسبورت والفريق المناظر له من هيئة المحطات النووية، بهدف الاستماع للمشاكل التي يواجهونها وإيجاد حلولا لها، وكذلك بث روح الطمأنينة في النفوس ورفع الروح المعنوية.


العودة للخلف

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لجعل موقعنا أكثر ملائمةً وعمليًا للمستخدمين قدر الإمكان. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك توافق على معالجة بياناتك الشخصية باستخدام خدمات الإنترنت جوجل أناليتيكا و ياندكس ميتريكا

.